الجلطة القلبية أو ما يطلق عليها أيضًا النوبة القلبية (Heart Attack) تنجم عادًة عن حدوث انسداد في أحد الشرايين التاجية. وذلك نتيجة تشكل جلطة دموية بداخله. وهذا يتسبب بانخفاض أو قطع تدفق الدم عن القلب ويُمكن أن يؤدي إلى موت أو تلف جزء من عضلة القلب نتيجة نتيجًة لذلك.
تعد الجلطة القلبية من الحالات الصحية الشائعة والتي قد تكون مهددة للحياة، لذا لا بد من التعرف على أعراضها لاكتشافها مبكراً وتقديم العلاج بسرعة بهدف إنقاذ حياة المريض وتقليل حدوث المضاعفات لديه.
اعراض الجلطة القلبية
تتراوح شدة اعراض الجلطة القلبية ما بين الخفيفة إلى الشديدة، ويُمكن أن تشمل الآتي:
الشعور بعدم الراحة في الصدر
تنطوي معظم النوبات القلبية على شعور المُصابين بـ انزعاج في منتصف الصدر يستمر لأكثر من بضع دقائق، أو قد يختفي ثم يعود. يمكن أن يشعر الشخص بالضغط غير المريح أو العصر أو الامتلاء أو الألم.
ألم أو انزعاج أو عدم الراحة ينتشر إلى مناطق أخرى
حيثُ قد ينتشر الشعور بعدم الراحة أو الألم إلى إحدى الذراعين أو كلتيهما، أو الظهر، أو الرقبة، أو الفك، أو المعدة.
ضيق في التنفس
يمكن أن يحدث ضيق التنفس مع أو بدون إزعاج في الصدر.
اعراض أخرى للجلطة القلبية
تشمل العلامات المحتملة الأخرى للجلطة القلبية العرق البارد أو الغثيان أو الدوار أو حرقة المعدة أو عسر الهضم أو الدوار أو الدوخة المفاجئة.
تجدر الإشارة إلى أن بعض النوبات القلبية قد تحدث فجأة. ولكن قد تظهر لدى العديد من الأشخاص علامات وأعراض تحذيرية قبل ساعات أو أيام أو أسابيع. إذ يكون ألم الصدر أو الشعور بالضغط مستمر ولا يختفي مع الراحة علامة إنذار مبكر.
هل تختلف أعراض الجلطة القلبية بين النساء والرجال؟
أجل فإن أعراض الأزمة القلبية الأكثر شيوعًا لدى النساء هي ألم الصدر (الذبحة الصدرية) أو عدم الراحة. لكن قد تعاني النساء من أعراض أخرى عادة ما تكون أقل ارتباطًا بالنوبة القلبية، مثل ضيق التنفس والغثيان أو القيء وألم الظهر أو الفك.
اقرأ أيضًا: ارتفاع انزيمات الكبد أسباب أعراض وعلاج
عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بـ أعراض الجلطة القلبية
تشمل عوامل خطر الإصابة بـ جلطة قلبية ما يلي:
العُمر
يزداد خطر الإصابة لدى الرجال الذين يبلغون من العمر 45 عامًا فأكثر والنساء اللاتي تبلغن من العمر 55 عامًا فأكثر.
التدخين أو التدخين السلبي
التدخين لوقت طويل أو حتى التعرض لدخان السجائر يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بـ الجلطة القلبية.
ارتفاع ضغط الدم
مع مرور الوقت قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى حدوث تلف في الشرايين المؤدية إلى القلب.
خاصًة إذا كان ارتفاع ضغط الدم يُرافقه حالات أخرى مثل ارتفاع الكوليسترول و السمنة والسكري.
السكري
إذ يرتفع سكر الدم نتيجة عدم إنتاج ما يكفي من هرمون الأنسولين أو بسبب عدم قدرة الجسم على استخدامه بشكل صحيح. وهذا يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية.
التاريخ العائلي للإصابة بالنوبات القلبية
ففي حال تعرّض أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى مثل الأم الأب أو الأخ أو الأخت لأزمة قلبية بشكلٍ مبكر أي في عمر 55 عامًا للذكور و65 عامًا للإناث، فقد يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بها.
الخمول
حيثُ ترتبط قلة النشاط البدني بزيادة احتمال الإصابة بالنوبات القلبية.
النظام الغذائي غير الصحي
فاتباع نظام غذائي غير صحي مرتفع السكريات والدهون الحيوانية والأطعمة المصنعة والدهون المتحولة والأملاح من فرص الإصابة بـ الجلطة القلبية.
لذلك يُنصح بتناوَل الكثير من الفواكه والخضراوات والألياف والزيوت الصحية.
التوتر والإجهاد العاطفي
الإجهاد العاطفي والتوتر وغيره من التلقبات المزاجية والضغوطات الحياتية قد تزيد من فرص الإصابة بنوبة قلبية.
طرق الوقاية من الجلطة القلبية
هناك بعض الإجراءات والتعليمات التي يمكن اتباعها للوقاية من الجلطة القلبية ومنها:
- اتباع نمط حياة صحي: مثل:
- الإقلاع عن التدخين.
- الحفاظ على وزن صحي.
- اتباع نظام غذائي مفيد لصحة القلب.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- محاولة تجنب التوتر.
- علاج الحالات المرضية الأخرى: كما ذكرنا سابقًا فإن بعض المشاكل الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري يُمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالجلطة القلبية لذلك ينبغي اللجوء لعلاج هذه الحالات.
- تناوُل الأدوية حسب تعليمات الطبيب: قد يصف الطبيب بعض الأدوية لحماية القلب وتعزيز صحته.
العلاج
تعتبر الجلطة القلبية من الحالات الطارئة التي تحتاج إلى علاج فوري لاستعادة تدفق الدم إلى عضلة القلب المصابة في أسرع وقت ممكن. يمكن أن يحدث هذا بعدة طرق، بدءًا من الأدوية وحتى الجراحة. من المحتمل أن يشمل العلاج العديد من الطرق التالية:
أدوية لعلاج الجلطة القلبية
ومن الأمثلة عليها:
- الأدوية المضادة للتخثر: وتشمل الأسبرين والأدوية الأخرى المميعة للدم.
- النتروجليسرين: يُساعد هذا الدواء على التخفيف من آلام الصدر ويؤدي إلى اتساع الأوعية الدموية حتى يتمكن الدم من المرور بسهولة أكبر.
- الأدوية المضادة لاضطراب نظم القلب: يمكن أن تتسبب الجلطة القلبية في كثير من الأحيان في حدوث خلل في إيقاع ضربات القلب الطبيعي وتسمى هذه الحالة بعدم انتظام ضربات القلب، والذي يمكن أن يهدد الحياة، ويمكن للأدوية المضادة لاضطراب النظم أن توقف أو تمنع هذه المشكلة.
- مسكنات الألم: مسكنات الألم الأكثر شيوعًا التي يتلقاها الأشخاص أثناء علاج الجلطة القلبية هي المورفين. حيثُ يمكن أن يساعد في تخفيف آلام الصدر.
- حاصرات بيتا: تساعد هذه الأدوية على إبطاء معدل ضربات القلب حتى يتمكن القلب من التعافي من الإصابة بنوبة قلبية.
- الأدوية الخافضة للضغط: تعمل هذه الأدوية على خفض ضغط الدم ويمكن أن تساعد القلب على التعافي من الإصابة بالجلطة القلبية.
- الستاتينات: تساعد هذه الأدوية على تقليل نسبة الكوليسترول وفرص الإصابة بنوبة قلبية أخرى.
التدخل الشريان باستخدام القسطرة في التاجي عن طريق الجلد
يهدف هذا الإجراء إلى استعادة الدورة الدموية إلى عضلة القلب. وكلما حدث ذلك مبكرًا، كلما كانت فرصة الحصول على نتيجة جيدة أفضل.
تطعيم مجازة الشريان التاجي
قد يخضع الأشخاص الذين يعانون من انسدادات شديدة في الشرايين التاجية لتطعيم مجازة الشريان التاجي (CABG). غالبًا ما يطلق على هذه الجراحة جراحة القلب المفتوح.
تتضمن عملية تحويل مسار الشريان التاجي استخدام وعاء دموي من مكان آخر في الجسم (عادةً من الصدر أو الذراع أو الساق) لإنشاء مسار التفافي للدم. يؤدي هذا إلى إعادة توجيه الدم حول واحد أو أكثر من أقسام الشريان المسدودة ويجلب الدم إلى عضلة القلب.
المراجع:
- Warning Signs of a Heart Attack. (2024, May 24). www.heart.org. https://www.heart.org/en/health-topics/heart-attack/warning-signs-of-a-heart-attack
- Heart attack – Symptoms & causes – Mayo Clinic. (2023, October 9). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/heart-attack/symptoms-causes/syc-20373106
- Professional, C. C. M. (n.d.-k). Heart Attack. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/16818-heart-attack-myocardial-infarction#management-and-treatment