مع تزايد الوعي بأضرار تناول السكر المفرط، يختار العديد من الأشخاص تقليل أو حتى التوقف عن استهلاكه تمامًا. إذا قررت التوقف عن تناول السكر، ستلاحظ تغيرات ملحوظة في عدة جوانب من حياتك، بدءًا من تحسين مستويات الطاقة وصولًا إلى فقدان الوزن وغيره. لكن، مثل أي تغيير غذائي، يمكن أن تواجه بعض التحديات في البداية، في هذا للمقال سنتعرف على التأثيرات التي قد تحدث لجسمك إذا توقفت عن تناول السكر.
ماذا يحدث عندما تتوقف عن تناول السكر؟
تبين من خلال الدراسات أن السكر يؤثر على الدماغ بطريقة مشابهة للمواد المسببة للإدمان مثل النيكوتين والكوكايين والمورفين.
فعند تناول السكر يبدأ إفراز الدوبامين، وهو ناقل عصبي في الدماغ مسؤول عن الشعور بالسعادة.
كما أنه يعزز إنتاج المواد الأفيونية في الدماغ، مما يخلق لدى الشخص رغبة ملحة في تناول المزيد من السكر لتحقيق الشعور بالرضا والسعادة.
ومن هذا نستنتج بأن التوقف عن تناول السكر خاصًة بشكلٍ مفاجئ قد يسبب ظهور أعراضًا مشابهة لأعراض الانسحاب بشكل مؤقت، مثل التوتر أو تقلبات المزاج، ولكن مع مرور الوقت، سيبدأ الجسم بالتكيف مع هذه التغيرات وستزول الأعراض الانسحابية.
أعراض التوقف عن تناول السكر
عندما يتوقف الشخص عن تناول السكر فجأة، قد يواجه أعراضًا جسدية ونفسية نتيجة لتغيرات في مستويات هذه المواد في الدماغ. إليك أبرز أعراض الانسحاب التي قد تظهر:
الرغبة الشديدة في تناول السكر
أحد الأعراض الأكثر شيوعًا هو الرغبة الملحة في تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر. قد يشعر الشخص بحاجة ملحة لتناول شيء حلو لتعويض النقص المفاجئ في مستويات الدوبامين الذي يفرزه السكر في الدماغ.
الصداع
يمكن أن يعاني البعض من صداع شديد نتيجة التوقف المفاجئ عن تناول السكر. هذا يحدث بسبب تغير مستويات السكر في الدم والتأثيرات المختلفة التي يسببها السكر على الدماغ والجسم.
التعب والإرهاق
في البداية، قد يشعر الشخص بالتعب العام والإرهاق بسبب تراجع مستوى الطاقة الناتج عن انخفاض السكر في الدم. فالسكر يعمل كمصدر سريع للطاقة، وعند التوقف عن تناوله، قد يحتاج الجسم إلى بعض الوقت للتكيف.
التقلبات المزاجية
قد يعاني البعض من تقلبات في المزاج تشمل العصبية، الغضب أو الاكتئاب البسيط. يتأثر المزاج بشكل كبير بسبب التغيرات في مستويات الدوبامين، وهو الهرمون الذي يرتبط بمشاعر السعادة والراحة.
القلق والتهيج
يمكن أن يسبب التوقف عن تناول السكر مشاعر من القلق والتهيج، حيث يعتاد الجسم على الاندفاع السريع للطاقة والراحة الذي يمنحه السكر. في غيابه، قد يشعر الشخص بعدم الراحة أو القلق.
الشعور بالجوع المستمر
قد يشعر الشخص بالجوع المتواصل بعد التوقف عن السكر، لأن السكر يسبب ارتفاعًا سريعًا في مستويات الأنسولين، مما يؤثر على تنظيم الشهية. بعد التوقف عنه، قد يكون من الصعب تنظيم الجوع بشكل طبيعي لفترة.
صعوبة في التركيز
نقص السكر قد يسبب صعوبة في التركيز أو الشعور بالضبابية الذهنية. بسبب تأثير السكر على الدماغ، يمكن أن يؤدي التوقف المفاجئ عنه إلى مشاكل في التركيز والذاكرة قصيرة المدى.
الدوار أو انخفاض مستويات الطاقة
في بعض الحالات، قد يعاني الشخص من شعور بالدوار أو انخفاض في مستويات الطاقة بسبب التغيرات المفاجئة في النظام الغذائي وانخفاض مستويات السكر في الدم.
اقرأ أيضًا: كيف أعرف أن لدي عقد نفسية؟
كيف يمكن التعامل مع أعراض الانسحاب؟
من المهم أن يتم التوقف عن السكر بشكل تدريجي بدلاً من التوقف المفاجئ، وذلك لتقليل حدة الأعراض. كما يمكن دعم الجسم من خلال تناول أطعمة غنية بالألياف والبروتينات والدهون الصحية لضبط مستويات الطاقة والشعور بالشبع. كما ينبغي التأكد من شرب كميات كافية من الماء والنوم الجيد لمساعدة الجسم على التكيف.
فوائد تقليل استهلاك السكر
تقليل استهلاك السكر يمكن أن يعود بالكثير من الفوائد الصحية الهامة.
التحكم في الوزن
السكر المضاف يحتوي على الكثير من السعرات الحرارية الفارغة دون أن يساهم بأي قيمة غذائية، مما يزيد من خطر زيادة الوزن. عندما تقلل من استهلاك السكر، تنخفض كمية السعرات الحرارية التي تتناولها، وهو ما يسهم في تقليل الوزن أو الحفاظ عليه.
تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب
تشير الدراسات إلى أن المشروبات السكرية قد تؤثر سلبًا على مستويات الكوليسترول الجيد (HDL) وتؤدي إلى زيادة الدهون الثلاثية في الدم.
يعد ارتفاع الدهون الثلاثية وانخفاض الكوليسترول الجيد من عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب، وهي من الأسباب الرئيسية للوفيات في العديد من الدول.
من الأفضل استبدال المشروبات السكرية بالماء، ويمكنك إضافة قطع الفاكهة أو شرائح الخيار لإضفاء نكهة طبيعية.
تحسين السيطرة على مرض السكري والوقاية منه
حتى إذا كنت مصابًا بالسكري أو ما قبل السكري، لا يتطلب الأمر الامتناع التام عن السكر، ولكن من المهم تقليل السكر المضاف حسب توجيهات الجمعية الأمريكية للسكري. التقليل من السكر يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم، مما يقلل من خطر المضاعفات مثل تلف الأعصاب أو الكلى أو العين.
تشجيع تناول الأطعمة المغذية
من خلال تقليل السكر المضاف، قد تجد نفسك تتوجه نحو خيارات غذائية أكثر فائدة. على سبيل المثال، استبدال الحلوى أو الوجبات الخفيفة السكرية بالفواكه الطازجة مثل التوت والذي يمكن أن يمد جسمك بالعديد من الفيتامينات والمعادن والألياف. يساهم تنوع الطعام في تناول العناصر الغذائية الضرورية للحفاظ على صحتك.
المراجع:
- Byrne, C. (2024, October 9). What happens when you stop eating sugar? Health. https://www.health.com/nutrition/what-happens-when-you-stop-eating-sugar#:~:text
- What Happens to Your Body When You Stop Eating Sugar? (n.d.). Integrishealth. https://integrishealth.org/resources/on-your-health/2023/september/what-happens-to-your-body-when-you-stop-eating-sugar