مرض النقرس هو شكل شائع من التهاب المفاصل الالتهابي عادةً ما يؤثر على مفصل واحد في كل مرة (غالبًا مفصل إصبع القدم الكبير)، يظهر على شكل نوبات مفاجئة ومتقطعة من الألم الشديد.[1]
حيثُ هناك أوقات تزداد فيها الأعراض سوءًا، وتُعرف باسم التوهجات، وأوقات تهدأ فيها الأعراض، وتُعرف باسم الهدأة.[1]
لتعرف أكثر عن مرض النقرس تابع القراءة.
أعراض مرض النقرس
إنّ أعراض مرض النقرس تظهر دائمًا بشكل مفاجئ، وغالبًا ما يكون ذلك في الليل، ويُمكن أن تشمل ما يلي:[2]
- ألمًا شديدًا في المفاصل المُتأثرة: وعادًة ما يصل الألم إلى أقصى درجات حدته بعد بدايته بنحو أربع ساعات إلى 12 ساعة.
- الشعور بعدم الراحة: حتى بعد اختفاء الألم قد يستمر الشعور بعدم الراحة في بعض المفاصل لمدة تتراوح من بضعة أيام إلى بضعة أسابيع.
- التهيّج والاحمرار في المفصل المُصاب: إذ يمكن ملاحظة تورّم واحمرار المفاصل المصابة كما قد تكون دافئة.
- محدودية نطاق الحركة: عند تفاقم حالة النقرس، قد يواجه المُصاب صعوبة في تحريك المفصل المُصاب.
سبب مرض النقرس
إنّ سبب مرض النقرس الرئيسي يعود إلى وجود مستويات مرتفعة من حمض اليوريك في الدم، حيثُ يتم إنتاج حمض اليوريك من خلال تكسير مواد موجودة بشكلٍ طبيعي في الجسم أو في بعض الأغذية تُسمى البورينات.[1]
يمكن أن تتراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل والسوائل والأنسجة داخل الجسم، مسببةً التهاب وألمًا شديدًا.[1]
اقرأ أيضًا: اعراض القولون العصبي.
عوامل خطورة مرض النقرس
كما ذكرنا سابقًا تزداد احتمالية الإصابة بالنقرس في حال ارتفاع معدلات حمض البوليك في الجسم، وتوجد العديد من العوامل التي ترفع معدلات هذا الحمض في الجسم وتشمل:[2]
النظام الغذائي
يوجد بعض الأطعمة والمشروبات التي قد تؤدي إلى زيادة مستويات حمض اليوريك في الجسم وبالتالي زيادة احتمالية الإصابة بالنقرس ومنها:
- اللحوم الحمراء والمحار.
- المشروبات المحلاة بالفركتوز.
- شرب الكحول.
التاريخ العائلي
حيثُ يزداد خطر الإصابة بالنقرس في حال كان هناك أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى (أحد الوالدين أو الأشقاء) مصابًا بالنقرس.
السمنة
زيادة وزن الجسم عن الحد الطبيعي يُسبب إنتاج المزيد من حمض البوليك، إلى جانب صعوبة عمل الكلى في التخلص منه وبالتالي تراكمه في الجسم.
العمر والجنس
إذ تزداد الإصابة بالنقرس بين الرجال (خاصًة بين سن 30-50 عام) مقارنة بالنساء قبل وصولهن إلى سن اليأس، بينما تقترب معدلات الإصابة بهذا المرض لديهن من معدلات الرجال بعد انقطاع الطمث.
المُعاناة من حالات صحية معينة
هناك بعض الأمراض التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بالنقرس مثل:
- ارتفاع ضغط الدم غير المسيطر عليه.
- داء السكري.
- متلازمة التمثيل الغذائي.
- أمراض القلب والكلى.
أثر جانبي لبعض الأدوية
بعض الأدوية قد تسبب زيادة حمض اليوريك في الجسم كأثر جانبي لها، ومنها:
- مدرات البول الثيازيدية.
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors) وحاصرات مستقبلات بيتا.
- مثبطات المناعة.
العمليات الجراحية أو الإصابات الحديثة
بعض العمليات الجراحية أو الإصابات يمكن أن تزيد من احتمالية ظهور نوبات النقرس.
تشخيص مرض النقرس
لتشخيص مرض النقرس يقوم الطبيب بالتحقق من التاريخ الطبي وإجراء الفحص البدني وبعض الفحوصات الأخرى لاستبعاد الأسباب الأخرى لألم المفاصل والالتهابات مثل العدوى أو الإصابة أو أي نوع آخر من التهاب المفاصل.[4]
تشمل الفحوصات التي قد يوصي بها الطبيب ما يلي:[4]
- تحليل السوائل: وهي من أفضل الطرق لتشخيص النقرس، حيثُ يقوم الطبيب بسحب السوائل من المفاصل المؤلمة ويفحصها تحت المجهر بحثًا عن بلورات حمض البوليك.
- فحص الدم: للتحقق من مستويات حمض اليوريك.
- الاختبارات التصويرية: والتي تساعد على رؤية بلورات حمض البوليك في المفاصل، ومنها:
- الأشعة السينية.
- الموجات فوق الصوتية.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- التصوير المقطعي المحوسب.
علاج مرض النقرس
يهدف علاج النقرس إلى السيطرة على أعراض مرض النقرس، وذلك من خلال خفض مستويات حمض اليوريك أو وقف الهجمات المستقبلية.[5]
العلاجات الدوائية الأكثر شيوعًا لـ مرض النقرس ما يلي:[5]
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية
غالبًا ما يتم علاج نوبات النقرس بمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDs)، والتي يمكن أن تساعد في تخفيف الألم وتقليل بعض الالتهابات.
ومن الأمثلة عليها:
- النابروكسين (Naproxen).
- ديكلوفيناك (Diclofenac).
- إيتوريكوكسيب (Etoricoxib).
مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية ليست مناسبة للجميع، لذا يجب التحدث مع الطبيب قبل البدء في هذا العلاج.
لا يتم وصف هذه الأدوية عادة لفترة طويلة من الزمن، لأنها يمكن أن تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي.
الكولشيسين (Colchicine)
على الرغم من أنّ الكولشيسين لا يعتبر من مسكنات الألم إلا انّه يمكن أن يكون فعالًا جدًا في تقليل الالتهاب.
كما هو الحال مع مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، يجب تناول أقراص الكولشيسين بمجرد ملاحظة حدوث النوبة.
الكورتيزون
تعتبر أدوية الكورتيزون مفيدة جدًا لنوبات النقرس الحادة، يتم وصفها عادة على فترة قصيرة تستمر لبضعة أيام.
ومع ذلك، يمكن أيضًا أن تؤخذ على شكل حقنة في العضلات أو المفاصل المصابة بالنقرس، يمكن أن يكون هذا مفيدًا بشكل خاص إذا كان النقرس يؤثر على مفصل واحد فقط.
نصائح عامة لتخفيف أعراض مرض النقرس
هناك بعض النصائح التي قد تكون فعّالة في تخفيف أعراض مرض النقرس وهي:[3]
- اتباع تعليمات الطبيب بما يخص الدواء الذي تم وصفه.
- أخذ قسط كافٍ من الراحة
- رفع الطرف المُصاب.
- الحفاظ على برودة المفصل، من خلال وضع كيسًا من الثلج ملفوفًا بمنشفة لمدة تصل إلى 20 دقيقة في المرة الواحدة على المفصل المُصاب.
- شرب الكثير من الماء.
- إبعاد أغطية السرير عن المفصل المصاب ليلاً.
- تجنب الضغط على المفصل المُصاب.
هل هناك حاجة لإجراء عملية جراحية؟
يمكن عادة علاج النقرس بدون جراحة، ولكن مع مرور الوقت، يمكن لهذه الحالة أن تلحق الضرر بالمفاصل، وتسبب تمزق الأوتار، والتهابات في الجلد الموجود فوق المفاصل.[6]
كما يمكن أن تتراكم الرواسب الصلبة، التي تسمى التوفة، على المفاصل وفي أماكن أخرى، قد تكون هذه الكتل مؤلمة ومنتفخة، ويمكن أن تلحق الضرر الدائم بالمفاصل.[6]
في هذه الحالة قد يكون هناك حاجة لإجراء عملية جراحية حيثُ يوجد ثلاث عمليات جراحية:[6]
- جراحة إزالة التوفة.
- دمج المفاصل.
- استبدال المفاصل.
تعتمد أي من هذه العمليات الجراحية التي يوصي بها الطبيب على مدى الضرر، ومكان وجود الترسبات وتفضيلات المريض الشخصية.
المصادر:
- GoUT | CDC. (n.d.). https://www.cdc.gov/arthritis/types/gout.html#:~:text
- Gout – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2022, November 16). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/gout/symptoms-causes/syc-20372897
- Website, N. (2023c, November 7). Gout. nhs.uk. https://www.nhs.uk/conditions/gout/
- Gout: Symptoms, diagnosis, and treatment | Arthritis Foundation. (n.d.). https://www.arthritis.org/diseases/gout
- Gout. (n.d.). Versus Arthritis. https://versusarthritis.org/about-arthritis/conditions/gout/
- Kinman, T. (2023, March 8). Gout: Symptoms, causes, and treatments. Healthline. https://www.healthline.com/health/gout#surgery