دين الإسلام هو دين سماوي يقوم على توحيد الله عز وجل والإذعان بربوبيته وألوهيته، وقد ذُكر الإسلام في القرآن الكريم في مواضعٍ عدة، فما معنى الإسلام في القرآن؟
معنى الإسلام في القرآن الكريم
الإسلام في القرآن الكريم يعني الاستسلام لله عز وجل، والخضوع والإذعان له سبحان تعالى، وذلك بتطبيق أوامره، وترك كل ما نهى عنه؛ أي التعبد لله بما شرع منذ أن أرسل الله الرسل إلى أن تقوم الساعة، وكذلك توحيده والإخلاص له بما يؤكد الانقياد والذل لله عز وجل، والإسلام هو فطرة الله التي فطر الناس عليها.
مواضع ذكر الإسلام في القرآن الكريم وتفاسيرها
ذُكر الإسلام في مواضع عدة من القرآن الكريم، نذكر بعضًا منها مع تفسيرها على النحو الآتي:
(يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين)
تحث الآية الكريمة على أمر الله؛ وهو تطبيق جميع شرائع الدين وعدم ترك شيء منه، وأن لا يكون الفرد ممن يفعل الأمور المشروعة التي توافق هواه، ويتركها في حال لم توافق هواه، فالأصل أن يتبع الهوى الدين، ونهى الله عز وجل عن مخالفة أوامره واتباع الشيطان بفعل المعاصي.
(ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور)
تبين الآية الكريمة أنّ من يخلص عمله لله عز وجل وينقاد لأمره ويتبع شرعه ويترك ما نهى وزجر عنه، فقد أخذ موثقاً من الله عز وجل أنه لا يعذبه، وستكون إلى الله مرجع عاقبة كلّ أمر خيره وشرّه، وهو المجازي والمسائل عنها.
(ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين)
في تفسير الآية الكريمة يقول تعالى ذكره: ومن أحسن قولاً من الداعي إلى الله وطاعته؛ والمقصود محمد صلى الله عليه وسلم، ثم استقام والتزام أوامر الله ونواهيه، ودعا عباد الله إلى كل ما أمر به الله من أقوالٍ وأفعال.
(إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)
بينت الآية الكريمة أن الله عز وجل بين الدين الذي يتعين على عباده اتباعه وأقرّ بأنه الإسلام. والذي يلتزم فيه العبد بالاستسلام لله عز وجل وتوحيده واتباع طاعاته وترك نواهيه. ولا يُقبل دين غير الإسلام، فهو دين الرسل كلهم.
( يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
في الآية الكريمة حثٌ على طاعة الله والخضوع والاستسلام له. فقد اختار الله الإسلام وتخيره رحمةً وإحسانًا، لذا يجب القيام به والاتصاف بشرائعه في الحياة حتى الموت. فإن المرء يموت في الغالب على ما كان عليه، ويُبعث على ما مات عليه.
(أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون)
توضح الآية الكريمة أنّ الإسلام هو أحسن دين، وفي الآية استنكار لمن يطالبون ويرغبون بغير دين الله، وتؤكد الآية على أن الخلق كلهم منقادون لله عز وجل بتسخيره ومستسلمين له طوعًا واختيارًا؛ وهنا المقصود ب (طوعًا) المؤمنون المسلمون المنقادون لعبادة ربهم، أما (كرهاً) فهم سائر مخلوقات الله عز جل؛ فتجد حتى الكافرين مستسلمين لقضاء الله وأقداره ولا يملكون أن يخرجوا عن ذلك، وتُذكر الآية الكريمة بأن مرجع الخلائق كلها لله عز وجل ليحكم بينهم ويجازيهم.
أسئلة شائعة
ما هي الآية التي تبين أن الإسلام دين جميع الأنبياء؟
جاءت آيات عدة تؤكد وتبين أن الإسلام هو دين جميع الأنبياء، ومنها:
- (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)
- (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)
هل كل الانبياء كانوا مسلمين؟
نعم، فالإسلام هو دين الأنبياء جميعهم، بما فيهم موسى وعيسى عليهما السلام.
هل يمكن أن يكون المؤمن غير مسلم؟
لا يمكن أن يكون غير المُسلم مُؤمنًا بالله، ولذا فإن كل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمناً.
من أعلى درجة المؤمن أم المسلم؟
حقيقةً فإنّ المؤمن أعلى درجة من المسلم، والاتفاق على أن كل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمناً، والإيمان تمام الطاعة لله عز وجل.
قال الله تعالى: (قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا)، فالدخول في الإسلام لا يعني الوصول لمقام الإيمان.
للمزيد، تابع مقال: تعريف الإسلام لغير المسلمين